منتدى مدينة الابيض سيدي الشيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ImageChef
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تــــــــــــــــــــــــــابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
amani-mani




عدد الرسائل : 113
تاريخ التسجيل : 04/09/2008

تــــــــــــــــــــــــــابع Empty
مُساهمةموضوع: تــــــــــــــــــــــــــابع   تــــــــــــــــــــــــــابع Icon_minitime1الثلاثاء مايو 19, 2009 12:58 am

خاصية الحجـــم القصير:


تمتاز القصة القصيرة جدا عند مصطفى لغتيري بالحجم القصير، فهي تبتدئ بجملتين على الأقل في قصة” السكوت من ذهب” لتستغرق أكثر من صفحة واحدة في قصة:” طفولة”.

وبهذا الحجم المحدود تنماز القصة القصيرة جدا وتتفرد عن باقي الفنون والأجناس الأدبية الأخرى التي تميل إلى التفصيل والتطويل والإسهاب والتمطيط والتوسيع .

ويستحسن أن يلتزم كتاب القصة القصيرة جدا بالحجم القصير الميكروسكوبي، وإلا اعتبرنا بعض النصوص القصصية القصيرة جدا الواردة في الكثير من المجموعات السردية المحسوبة على جنس القصة القصيرة جدا نصوصا مخالفة لهذا الجنس الأدبي الجديد. فأي انتهاك للحجم المحدود يدخل هذه النصوص الطويلة حتما في باب الأقصوصة أو القصة القصيرة أو في الرواية القصيرة أو في باب الرواية إن كانت القصة مسترسلة بشكل كبير جدا.


6/ خاصية الوصف المقتضب:


من المعلوم أن الوصف من أهم العناصر الجوهرية للرواية ، حيث يلتجئ الروائي إلى استخدام إيقاع سردي بطيء لحشو متن روايته بالوصف التصويري القائم على التفصيل والاستقصاء واستخدام صور المماثلة والمجاورة، في حين نلفي القصة القصيرة جدا تتفادى الوصف التفصيلي الذي تستخدمه الرواية الكلاسيكية أو الوصف الانتقائي الذي نجده في الرواية الجديدة . وتكتفي القصة القصيرة جدا بالنزر القليل من الوصف عن طريق استعمال بعض النعوت والأوصاف والأحوال وبعض الصور البلاغية كما نرى ذلك في قصة” قوس قزح”(ص:54):” ارتدت الصبية فستانا أصفر فاقع لونه، يتخلله أحمر زاه…رنت بعينيها النجلاوين نحو المدى البعيد…ارتعش الكون…خفق قلبه فرحا، ثم مالبث أن ارتسم في الأفق قوس قزح بألوانه الزاهية”.

ومن ثم، فالكاتب يستعمل الأحداث بكثرة ، ويقلل من الأوصاف التي تتخذ صفة الاقتضاب والاختزال والتكثيف والإشارات العابرة الملمحة، فالكلام ما قل ودل.


7/ الانفتاح الأجناسي:


يعتبر الانفتاح الأجناسي من أهم خاصيات القصة القصيرة جدا ، حيث نجد هذه الكبسولة القصيرة تستوعب مجموعة من الأجناس الأدبية والفنون المجاورة كتشغيل اللقطة السينيمائية ولمحة الخاطرة وسخرية النادرة ولغز التنكيت والسرد القصصي والروائي والصورة التشكيلية والتوتر الدرامي.

بيد أن أهم انفتاح للقصة القصيرة جدا هو استيعابها لفن الشعر وتوظيف الشاعرية السردية أو ما يسمى عند إيف تادييه Yve Tadié بالمحكي الشاعري. ويعني هذا أن الكبسولة القصصية تنساق وراء الشاعرية الإبداعية بواسطة استخدام القالب الشعري واللغة الموحية والصور الشعرية الانزياحية كما في قصته ” الغريب ” ( ص: 41) التي تشبه قصيدة شعرية نثرية:


” في بلادنا شجرة وارفة الظلال..

جاء الغريب اشتراها، وطردنا بعيدا،

لنصطلي تحت نيران الشمس الحارقة..

بعد زمنن رحل الغريب..

مبنهجين عدنا إلى الشجرة، فلفحتنا ظلالها الحارقة”


نلاحظ في هذه القصة القصيرة جدا تعدد الأسطر القصصية ذات الطبيعة الشعرية واستعمال التوازي ، وتشغيل المحكي الشاعري من خلال المزاوجة بين صور المجاورة وصور المشابهة، وتوظيف الرموز المكثفة. ومن ثم، فالقصيدة تشبه إلى حد كبير قصائد الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان التي تستدعي فيها الشاعرة خطاب المقاومة والتحدي والصمود والكفاح بكتابة شعرية نثرية قصصية متفاوتة الأسطر والجمل الشعرية.

كما يستند هذا الجنس الأدبي الجديد إلى توظيف مجموعة من السجلات اللغوية والخطابات كالخطاب الحلمي (قصة أحلام)، والخطاب الأسطوري (قصة العرافة)، والخطاب التناصي( قصة تناص)، والخطاب الديني، والخطاب العرفاني الصوفي، والخطاب الفلسفي، والخطاب الأدبي، والخطاب الفني، والخطاب المرجعي الذاتي والموضوعي، وخطاب السخرية البوليفونية والتهجين اللغوي.

كما تتأرجح اللغة القصصية بين الفصحى والعامية المعربة والانفتاح على السجلات اللغوية الأجنبية (في قصص الكتاب الآخرين )، والاستعانة بالسجلات اللهحية المحلية (توظيف الأمازيغية مثلا في قصة” تفوكت/الشمس”).


خاتمـــة:


ونستشف ، مما سبق، أن مجموعة ” تسونامي” لمصطفى لغتيري قد تمثلت جل مقومات القصة القصيرة جدا تحبيكا وحجما، كما استجمعت كل مكونات الفعل السردي وخصائص التشويق والإدهاش الفني والجمالي . ومن هنا، تحمل هذه الكبسولات القصصية الواردة في أضمومة ” تسونامي” للكاتب المغربي مصطفى لغتيري في طياتها رؤية ذهنية فلسفية إنسانية ذات طرح وجودي تراجيدي عبر طرح أسئلة إشكالية كبيرة على الرغم من الحجم القصير والنفس الجملي البسيط.

زد على ذلك ، أن القصة القصيرة جدا على ضوء هذه المجموعة المتميزة والرائعة في قصصيتها ومقاصدها الرمزية والمرجعية تتسم بمجموعة من الخاصيات التي تفردها عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى كالخاصيات الدلالية التي تتمثل في الفانطاستيك، والسخرية، والتناص، والإدهاش ، والخاصيات الجمالية التي تتحقق وتتجسد فنيا في الإضمار والحذف، والتراكب الجملي، والإيقاع السريع، والتجريد الرمزي، والغموض الموحي، وتشغيل الحجم القصير المحدود، وتوظيف النزعة القصصية المعبرة، والميل إلى الوصف المقتضب، وتنويع علامات الترقيم ، وإثارة المتلقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تــــــــــــــــــــــــــابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدينة الابيض سيدي الشيخ :: لغة الضاد :: منتدى القصة والرواية-
انتقل الى: