محترفون يدافعون عن الألوان الفرنسية ويحملون الجزائر في القلب

ظل سبات'' الفاف'' العميق

محترفون يدافعون عن الألوان الفرنسية ويحملون الجزائر في القلب

بلفوضيل وبودبوز وفاغولي و... ''يلعبون لفرنسا والجزائر في الوجدان''
الفاف لم تستوعب الدروس وتفتقد لإستراتيجية حقيقية تجاه المغتربين

يبدو أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم تستوعب دروس الماضي ولم تجد الإستراتيجية الفعّالة التي تمكّنها من جمع أحسن اللاعبين الجزائريين، أينما وجدوا في العالم، ليتقمّصوا ألوان منتخبات بلادهم في مختلف الأصناف، مثلما تفعل كل الاتحاديات.

اختار لاعب نادي ليون، بلفضيل، اللعب لمنتخب فرنسا لأقل من 17 سنة. وتوجه لاعب نادي سوشو رياض بودبوز لمنتخب ''الديكة'' لأقل من 19 سنة. ولم يتردد نجم نادي غرونوبل سفيان فاغولي في مواصلة اللعب مع تشكيلة فرنسا لأقل من عشرين سنة. ومثل هؤلاء اللاعبين الجزائريين من أبناء الجالية المغتربة بأوروبا كثيرون يفضلون الاستثمار في مشوار كروي بألوان الديكة مع احتفاظهم بروابطهم الأصيلة في بلدهم الجزائر، تحت شعار ''نلعب لفرنسا والجزائر في القلب''.
والغريب في الأمر أن الجزائر تلقت مثل هذه الصفعات مرارا خلال العشريتين الأخيرتين، بعدما أصبحت البطولة الجزائرية عقيمة ولا تلد لاعبين قادرين على بعث المنتخبات الوطنية. وفي كل مرة يندب الجمهور الرياضي الجزائري حظه، تارة في تضييع فرصة زيدان، وأخرى في ضياع ورقة مراد مفني وكمال مريم وجمال عبدون وبن زيمة وناصري والقائمة طويلة..
حتى وإن كان مسؤولو الاتحاديات الإفريقية كالجزائر والسينغال ومالي يسعون حاليا لتغيير المادة الـ18 من القانون الدولي للفيفا، الذي يخص كيفية انتساب اللاعبين لمنتخباتهم الأصلية، فالمدهش أن مثل هذه الاتحاديات بما فيها اتحاديتنا عجزت عن إقناع لاعبين مراهقين لا يتعدى سنهم الـ17 رفقة والديهم، كي يلتحقوا بالمنتخب الجزائري، وتنتظر اليوم الذي ''ترمي بهم أمواج المنتخب الفرنسي'' نحو جنوب البحر الأبيض المتوسط، بعد سن الـ23، كي تستعيدهم بنص قانون ليس أكثر.
ويجزم معظم التقنيين الجزائرين المقيمين بفرنسا بأن عشرات اللاعبين المغتربين ذوي الأصول الجزائرية يتخرجون سنويا من أحسن المدارس الكروية الفرنسية، وهناك دورات استعراضية تجرى بـ''كليرفونتان'' نهاية الربيع بحضور معظم المدربين والمناجيرة، تخصص لاقتناء هذه المواهب لفائدة الأندية والمنتخبات، وتغيب عنها الجزائر التي يبدو وأنها منشغلة بأمور أخرى. وعوض أن تضع الفاف خلية دائمة لتقنين جزائريين ''بالإيكزافون'' مهمتها التنقيب والاتصال والاكتشاف والعمل المستمر تجاه جاليتنا المغتربة، لضم كل لاعب له قدرات تسمح له بتقديم الأشياء الإضافية للمنتخبات الوطنية، يتحرك المدير الفني الوطني أو المدرب الوطني متأخرا عندما يتصفح الجرائد أو المواقع الإلكترونية التي تقدم ''بورتريه'' عن لاعب موهوب في سانت إتيان أو ليون أو ميتز أو في بلد آخر.. مما يدل على أن ''البريكولاج'' لا زال سائدا، رغم أن هؤلاء المدربين يتلقون أجورا جد محترمة من قبل الفاف تتراوح ما بين الـ13 مليون سنتيم و150 مليون سنتيم ولا يكلفون نفسهم عناء البحث والتنقيب ميدانيا.
ويرى بعض المدربين الجزائريين الذين يشتغلون في مجال التكوين بفرنسا كمحمد براجة وموسى بزاز وعبد الغني جداوي وشريف وجاني، بأن ما يتخرج من مراكز تكوين فرنسا أحسن بكثير مما تنتجه الأندية الجزائرية، وعلى الفاف التعجيل بتنصيب لجنة فنية رسمية تحدد واجباتها بعقود عملية ليست تطوعية، للانتقال إلى العمل الجدي الاحترافي تجاه المغتربين، قبل أن يصبحوا نجوما ويصعب حتى الحديث معهم هاتفيا.