قال باحثون ان بكتريا الجمرة الخبيثة تغري خلايا جهاز المناعة بمهاجمتها ثم تدمرها بهدوء قبل ان تتمكن هذه الخلايا من طلب النجدة.
وتعرف الباحثون على الالية التي تتبعها هذه البكتريا في ذلك مما يفتح المجال امام ابتكار ترياق لمقاومتها.
وذكر مايكل كارين وجين ماو بارك من جامعة سان دييجو بكاليفورنيا وزملاؤه في عدد يوم الجمعة من دورية (العلوم) ان مركبين قويين تفرزهما بكتريا الجمرة الخبيثة يعرفان باسمي (العامل القاتل) و(الانتيجين الوقائي) يتعاونان لشل حركة خلايا بجهاز المناعة تسمى (الخلايا اللاقمة الكبيرة) التي تمثل خط الدفاع الاول لجهاز المناعة حيث تهاجم الاجسام الغريبة كالبكتريا وتلتهماها. وفي الوقت ذاته ترسل اشارات كيمائية لطلب المساعدة من خلايا مناعية اخرى.
وتستغل بكتريا الجمرة الخبيثة هذا الاسلوب حيث تنتظر حتى تجد نفسها داخل هذه الخلايا ثم تبدأ في الفتك بها.
وتوصل كارين وبارك الى ان هذه البكتريا تشل فاعلية انزيم يعرف باسم (بي 38 ام ايه بي كاينيز)(P38 MAP kinase). ويدفع هذا الخلايا الى تدمير نفسها ذاتيا قبل ان تتمكن من ارسال اية اشارات كيمائية لطلب العون.
ويمكن لبكتريا الجمرة بعدئذ ان تستقر في الرئة حيث تنفث سمومها والتي تتسبب في اثار غالبا ما تكون مميتة. وعند استنشاق بكتريا الجمرة فانها تقتل ما يصل الى 90 بالمئة من ضحاياها اذا لم يبادروا باستخدام مضادات حيوية.
وغالبا لا تظهر على المرضى اعراض الاصابة الا بعد فوات الاوان.
وفي العام الماضي لقى خمسة اشخاص حتفهم واصيب 13 اخرون بشكل خطير من جراء سلسلة من هجمات بالجمرة الخبيثة تمت عن طريق البريد. ولم يساور الشك العديد منهم انهم اصيبوا بما هو اسوأ من الانفلونزا الا متأخرا.
وسعى العلماء الى ابتكار اساليب لاعاقة عمل بكتريا الجمرة. ويعتقد كارين ان هذا الامر قد بات من السهل تحقيقه بعد ان تم تحديد الخلايا المستهدفة داخل جهاز المناعة