استنشاق الدخان يرفع احتمال الاصابة بجلطة الدماغية

الأطفال الأكثر تعرضا لأضراره .. د. كريّم :
استنشاق الدخان بطريقة غير مباشرة يرفع احتمال الإصابة بالجلطة الدماغية إلى %42

اكد الدكتور ايمن بدر كريّم استشاري الامراض الصدرية واضطرابات النوم ورئيس قسم الامراض الصدرية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة ان الإصابة بأمراض التدخين كأمراض القلب والشرايين والتهابات الشعب الهوائية الساد المزمن وأورام الرئة وغيرها لم تعد تقتصر على المدخنين بل أصبح معروفا علميا أن المتعرضين للدخان بطريقة غير مباشرة يمكن أن يعانوا من مشاكل صحية مختلفة قد لاتقل خطورة عن مثيلاتها التي تصيب المدخنين. فعلى سبيل المثال, بينت دراسة حديثة للدكتور جليمور أن استنشاق الدخان بطريقة غير مباشرة بسبب تدخين أحد الزوجين يزيد من احتمال إصابة الآخر بالجلطة الدماغية بنسبة تصل إلى 42 %, لافتا الى ان عدة منظمات طبية أمريكية اعتبرت الدخان المستنشق أحد الأسباب المباشرة للإصابة بالسرطان نظرا لاحتوائه على ما يقرب من 50 مادة مسرطنة حيث تزيد نسبة الإصابة بسرطان الرئة من 20 إلى 30 % لدى الأشخاص المتعرضين للدخان في البيت أو بيئة العمل. ويبلغ خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية إلى 30 % لدى الأشخاص غير المدخنين إذا ما تعرضوا للدخان بطريقة غير مباشرة وذلك تبعا لتأثير الدخان على الجدار الداخلي للشرايين وزيادة التصاق الصفائح الدموية.
وكشف د. كريّم ان الأطفال تعد الفئة الأكثر تعرضا لأضرار التدخين غير المباشر حيث ترتفع نسبة الموت المفاجئ في المواليد والأطفال ذوي الأمهات المدخنات أثناء الحمل وبعد الولادة. ففي تقرير الهيئة الاسترالية للسرطان عام 2006, حالات رصد 103 حالات وفاة عام 1999 في فئة الأطفال ما بين 1 إلى 14 سنة وتسجيل زيادة كبيرة في نسبة دخولهم للمستشفيات خلال ذلك العام كتأثير مباشر للتدخين السلبي. واكد د. كريّم أن تعرض الأطفال لدخان السجائر بسبب تدخين أحد الوالدين يزيد من احتمال إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والمتكررة وغيرها من أعراض السعال المزمن وصفير الصدر المرتبطة بمرض الربو, والعجيب استهتار كثير من المدخنين بصحة أهل بيتهم وأقاربهم ومشاعر إخوانهم من غير المدخنين خاصة في الأماكن التي يحظر فيها التدخين أصلا كالمطارات والمستشفيات والدوائر الحكومية وكثير من المطاعم وعدم مراعاة قواعد الأدب والذوق بمضايقة غيرهم بهذه العادة حتى وإن طلب منهم كف الأذى لسبب وجيه كوجود شخص يعاني من الربو أو حساسية الأنف, ولذا وجب التأكيد على الدور المهم الذي يلعبه حسن التربية ونشر الوعي الكافي بمخاطر التدخين بشقيه النشط والسلبي والتركيز على تحفيز المدخنين على الإقلاع ولغيرهم من أذى, كما يحتاج الأمر إلى تنفيذ صارم للقوانين الملزمة بعدم التدخين في الأماكن العامة ومعاقبة مخالفيها وذلك للحد من انتشار مثل هذه الأخلاقيات وما تجره من أضرار صحية كبيرة.